مستقبل قطاع الهيدروجين الأخضر بإفريقيا في مناقشات الدورة الـ 13 من طاولات أربوا ومنطقة البحر الأبيض
الجمعة 19 مايو 2023 05:14 مساءً المشاهدة(15933)
نظمت جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط (UM6P) الدورة الثالثة عشرة لطاولات أربوا والبحر الأبيض المتوسط المستديرة (TRAM) في إيكس أون بروفانس في الفترة من 3 إلى 4 مايو، بالتعاون مع جامعة "إكس أون بروفانس" والمركز الوطني للبحوث العلمية.
وتناول هذا الحدث الذي يحمل عنوان "الهيدروجين في المستقبل: المعتقدات الخاطئة والحقائق"، وسيجمع بين المسؤولين المنتخبين والقادة الصناعيين والجهات الفاعلة في مجال البحث والابتكار والطلاب وممثلين عن المجتمع المدني حول برنامج من المؤتمرات العامة.
وقد شارك ما يقرب من ألف مشارك في إيكس أون بروفانس لهذا الحدث السنوي الراسخ، الذي سيستكشف للعام 2023 التحديات والفرص التي يمثلها الهيدروجين الأخضر في مكافحة تغير المناخ وفي بناء نموذج طاقة خال من الكربون في أوروبا وإفريقيا والعالم، إلى جانب التحيزات التي قد تحيط به. إلا أن إفريقيا ستكون في دائرة الضوء في هذه الدورة الثالثة عشرة من الحدث، والتي دارت فعالياته في سياق بروز الكثير من التوقعات التي تشير إلى أن القارة الأفريقية يمكن أن تنتج ما يصل إلى 50 مليون طن من الهيدروجين الأخضر سنوياً بحلول عام 2035 للمساعدة في تأمين إمدادات الطاقة في العالم، فضلاً عن خلق فرص العمل وإزالة الكربون من الصناعات الثقيلة وتعزيز القدرة التنافسية العالمية.
إفريقيا كمركز عالمي للهيدروجين الأخضر
يتركز تطوير الهيدروجين في إفريقيا في ثلاثة مراكز استثمار رئيسية: مصر وجنوب إفريقيا والمغرب. على سبيل المثال، طبقت المملكة المغربية الشريفة استراتيجية تهدف إلى إزالة الكربون من قطاع الصناعات الثقيلة من خلال الاستثمار في قطاع الهيدروجين الأخضر.
واستناداً إلى التقرير الذي يحمل عنوان "الإمكانات الاستصنائية للهيدروجين الأخضر في إفريقيا"، من شأن الاستثمار في انتاج الهيدروجين الأخضر أن يسمح بخفض انبعاثات الكربون في إفريقيا بنسبة 40 في المائة، وتجنب إطلاق 500 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً في الغلاف الجوي، فضلاً عن المساهمة في تنمية القارة.
كما سيشكّل إنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع أحد المواضيع التي سيتم تناولها خلال يومين من المناقشات ضمن الدورة الثالثة عشرة من طاولات "أربوا" والبحر الأبيض المتوسط المستديرة. من شأن هذا الأمر أن يتيح للقارة الإفريقية إمكانية توريد 25 مليون طن من الهيدروجين الأخضر إلى أسواق الطاقة العالمية، أي ما يعادل 15 في المائة من الغاز المستخدم حالياً في الاتحاد الأوروبي.
دعم التنمية الزراعية الخالية من الكربون في إفريقيا
تعمل الأمونيا الخضراء، التي تنتج عن تفاعل النيتروجين مع الهيدروجين الأخضر الناتج عن التحليل الكهربائي من مصادر الطاقة المتجددة، على تقليل انبعاثات غازات الدفيئة المنبثقة من الأسمدة الضرورية للتنمية الزراعية، في وقت تواجه فيه الكثير من البلدان، بما في ذلك أوروبا، تحديات كبيرة في مجال الأمن الغذائي.
هذا وتدأب مجموعة "أو سي بيه"، أكبر منتج للأسمدة في العالم، والرائدة في قطاع الفلاحة الدقيقة والجهة الفاعلة المكرّسة لجهود تحويل الاقتصادات الإفريقية، على تعزيز مكانتها حالياً لتصبح رائدة في سوق الهيدروجين الأخضر.
ولهذه الغاية، أطلقت المجموعة المغربية برنامجاً استثمارياً جديداً بقيمة 12 مليار دولار أمريكي للفترة الممتدة بين 2023-2027، يضعها في طليعة الثورة الخضراء في إفريقيا، من خلال تطوير زراعة أكثر ملاءمة للتربة، والأهم من ذلك أيضاً، من خلال تطوير مصادر جديدة للطاقات المتجددة، وفي مقدمتها الهيدروجين الأخضر.
وقد أوضح أ. هشام الهبطي، رئيس جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية أن "يعدّ الهيدروجين الأخضر مصدراُ للأمل المتمثّل في تسريع التحوّل في مجال الطاقة في المغرب وإفريقيا. نحن فخورون بتنظيم هذه الدورة الثالثة عشرة من طاولات أربوا والبحر الأبيض المتوسط المستديرة، لتعريف المواطنين بالتطورات العلمية في هذا المجال وفرص استخدام الهيدروجين الأخضر في القارتين الإفريقية والأوروبية".
من جانبه، قال دانيال ناهون ، مؤسس منتديات طاولات أربوا والبحر الأبيض المتوسط المستديرة في معرض تعليقه: "يعدّ الموضوع الرئيسي لدورة هذا العام والذي يتناول الهيدروجين الأخضر عنصراً ضرورياً لدعم الحلول لتحديات اقتصادات إزالة الكربون والتنقّل الأخضر الصديق للبيئة واستقلال الطاقة. خلال هذا الحدث، ستُتاح لنا الفرصة للاستماع إلى خبراء مرموقين سيشاركوننا معارفهم من أجل تقديم حلول ملموسة للاقتصادات الأوروبية والإفريقية على السواء".
وقد إجتمع نحو ألف شخص على مدى يومين لمناقشة مستقبل قطاع انتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا وإفريقيا والمساهمة في تحفيز المجلس العلمي والصناعي التابع لمنتدى طاولات أربوا والبحر الأبيض المتوسط المستديرة لصالح هذه التكنولوجيا، من أجل صياغة إجراءات ملموسة وحشد الجهود السريع للاستجابة لحالة الطوارئ المناخية.