أخبار مصرية
نظرةٌ على ما يحدث الآن في قطاع الصُلب وسط الإضطرابات العالمية
الخميس 23 يونيو 2022 11:01 صباحاً المشاهدة(17558)
بقلم الأستــــــاذ/ هاني البوشي
خاص - منصة الصلب العربية
في محاولةٍ لقراءةٍ هادئة لأحداثٍ صاخبة تدور عالمياً وتؤثر محلياً على الأسواق ... تجدر الإشارة إلى أن عام ٢٠٢٢م ومنذ بدايته حمل إلينا العديد من الأحداث السياسية والإقتصادية التي أثرت وبقوة على مُجريات الأمور عالمياً وإقليمياً ومحلياً ، ولأن صناعة الصُلب والتي تُعد من الصناعات الإستراتيجية على مستوي العالم.. فإنها تتأثر بشكلٍ أقوى عن غيرها من الأنشطة الصناعية الأخرى بمجريات الأمور.
وفي سردٍ سريع للأحداث وتحديداً منذ إنطلاق دورة الألعاب الاوليمبية الشتوية بالصين في فبراير من هذا العام وما تبعها من قرارات بخفض الإنبعاثات الحرارية ومنها تخفيض إنتاج الصلب والتي تزامنت مع الغزو الروسي لأوكرانيا وبالنظر لأسماء الدول الثلاث نجد أننا نتناول بالحديث نسبة تقترب أو قد تتجاوز ثلثي إنتاج العالم من الصلب ، مما كان له أثرٌ ليس بقليل عللا حالة العرض والطلب وبالتالي على الأسعار بداية من الخامات مروراً بالمنتجات النصف مصنعة ووصولاً الى المنتجات نهائية الصنع.
ومع كل ما سبق شهدت الأسواق طفرةٌ سعريةٌ بنهاية الربع الأول من عام ٢٠٢٢ وتزامناً مع توقع بداية عودة الصين الى سابق طاقتها الإنتاجية .. إرتفعت الأسعار بشكلٍ قوي خلال فترة وجيزه بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وما تبعها من إجراءات إقتصادية عالمية من ناحية العقوبات الإقتصادية على روسيا والآثار الناجمة عن الحرب ذاتها في مجالي الطاقة والغذاء تحديداً ، حيث أن روسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي القمح والذرة عالمياً بخلاف الضخ الروسي للغاز الطبيعي لأوروبا مما كان له أثرٌ قوي في تحول مجريات الأمور على كافة الأصعدة.
ومع منتصف الربع الثاني من عام ٢٠٢٢ بدأت الأسعار والتي قد شهدت إرتفاعاً قوياً قبل أسابيع قليلة في الإنخفاض السريع والمتلاحق لكافة مُدخلات الإنتاج وكان لذلك أثره بالتبعية على إنخفاض أسعار المنتج بشكلٍ لا يقل سُرعة عن إنخفاض أسعار مدخلات الإنتاج عالمياً ومع إقتراب نهاية النصف الأول من عام ٢٠٢٢ بدأت تطالعنا بعض الإحصائيات والتي من شأنها أن تؤثر على الأسواق.
فعلى سبيل المثال إنخفضت واردات الصين من الخردة بنسبة تتجاوز ٥٠٪ منذ بداية عام ٢٠٢٢ عن نفس الفترة من عام ٢٠٢١ بالإضافة الي العديد من المؤشرات التي من شأنها التأثير على صناعة الصلب عالمياً وإقليمياً ومحلياً.
وبالنظر الي الشأن المحلي ومدي تأثرنا بالأحداث العالمية فقد تم إتخاذ العديد من القرارات بغرض التعامل مع الأحداث في وقتها والتي كان منها على سبيل المثال رفع رسوم الحماية عن البيليت لدعم الصناعة الوطنية وتدعيم قدرتها على المنافسة وضبط الأسواق.
وكذلك العديد من الإجراءات والقرارات الخاصة بالسياسات المالية لكبح التضخم والحد من الطلب على العملة الصعبة التي شهدت إرتفاعاً كبيراً أمام العملة المحلية مما ساهم في رفع تكلفة الإنتاج المحلي. وكان لبعض هذه القرارات أثراً قوياً على القدرة الإستيرادية لمُدخلات الإنتاج والإستفادة السريعة من إنخفاضات الأسعار العالمية مما دعا الى تخفيف تلك الإجراءات فيما يتعلق بإستيراد مستلزمات الإنتاج حتى تستطيع الصناعة المحلية مواكبة الأحداث العالمية.
وبطبيعة الحال ومع ما نتابعه يومياً من مصادر الأنباء عن إنخفاض الأسعار عالمياً فيما يتعلق بمدخلات ومنتجات الصلب ان يتأثر الطلب محلياً بالانخفاض تحسباً لمزيد من إنخفاض الأسعار وقد تعاملت المصانع الوطنية مع مختلف الأمور حسب ما توفر لها من معطيات حتي اآرن في مواكبة كل الاحداث التي تناولناها سابقاً عالمياً وإقليمياً ومحلياً.
وهنا يجدر الإشارة الى أمرٍ هام من شأنه ان يساعد على تقييم الأمور والتحرك الإيجابي في إتجاه تقدير حالة الأسعار وتوقعاتها للفترة المقبلة وكذلك تفهم الأمور فيما يتعلق بتوقعات الأسعار بشكل عام. دائماً ما كان أمام مُتخذ قرار التسعير العديد من العوامل الداخلية والخارجية المؤثرة على قرار التسعير في أوضاع نمطية تمر بها الصناعة فكيف بالأحداث العالمية الجارية حالياً وتأثيرها على الصناعة المحلية!
لا شك ان أسعار مُدخلات الإنتاج من أهم عناصر التكلفة ولسرعة إنتشار المعلومات والتي أصبحت في متناول الجميع الآن من خلال وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعي فيظن البعض أنه لابد ان تتأثر الأسعار إرتفاعاً وإنخفاضاً بشكلٍ فوري بمجرد وجود المعلومة متناسين باقي عناصر منظومة التسعير المتعددة والتي تؤثر حتماً على قرار التسعير ومنها على سبيل المثال وليس الحصر أسعار الطاقة وأسعار الصرف الحالية والمتوقعة وكذلك تكلفة الخامات المتاحة بالمصانع وتكلفة ما يتم التعاقد عليه من خامات مستقبلية سواءاً تم التعاقد عليها فعلياً وفي طريقها الى المصانع أو جاري التعاقد عليها.
في الواقع الأمر ليس بنفس سرعة انتشار المعلومة او الخبر بل يكتنفه العديد من المؤثرات الداخلية والخارجية أحدها هو ما يتم تداوله من معلومات تتوفر عن الأسعار المختلفة.
في كل الأحوال ومع زيادة وتيرة الأحداث وبإعتبار أن صناعتنا الوطنية جزءٌ هامٌ من الصناعات العالمية والإقليمية.. سيظل تأثرنا بالعوامل المتعددة قائماً فيما يتعلق بإرتفاع وإنخفاض الأسعار محلياً وعالمياً متمنين التوفيق لمتخذي القرار في التعامل مع معطيات التسعير بما يدعم الصناعة الوطنية ويحقق إستقرار الأسواق.
اخبار متعلقة
المشاهدة(151)
بحث كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة مع أولريك شانون سفير كندا بالقاهرة، زيادة التعاون بين الجانبين في مجالي الصناعة والنقل.المزيد
المشاهدة(252)
قالت مصادر بصناعة الحديد والصلب في مصر إن إنتاج البلاد من الصلب خلال أول 10 أشهر من العام الجاري اقترب من 9 ملايين طن بزيادة 5% على أساس سنوي مقارنة بإنتاج الفترة المناظرة من العام الماضي.المزيد
المشاهدة(2993)
أعلن بنك قناة السويس عن توقيع بروتوكول تعاون لتقديم تسهيلات ائتمانية بقيمة 2.35 مليار جنيه لمجموعة حديد العشري، بهدف تمويل رأس المال العامل للمجموعة، بما يسهم في دعم خططها التوسعية وزيادة قدرتها على تلبية احتياجات...المزيد