ارتفعت كلفة بناء المتر المربع المسطح في أبوظبي بنسبة 5% خلال 3 أشهر (أكتوبر نوفمبر ديسمبر) إلى 3150 درهماً، بسبب ارتفاع أسعار حديد التسليح بنحو 35% من 1400 درهم إلى 1900 درهم.

وواصلت هذه الأسعار ارتفاعها للشهر الثالث على التوالي ووصلت أمس في أبوظبي إلى 1900 درهم لطن الحديد الإماراتي و1850 درهماً للحديد التركي و1950 درهماً للحديد القطري مقارنة بنحو 1400 درهم في منتصف سبتمبر الماضي لتصل الزيادة إلى نحو 500 درهم.

وأكد مقاولون وتجار لـ«البيان الاقتصادي» أمس أن ارتفاع سعر طن الحديد بنحو 500 درهم خلال الشهرين الماضيين أدى إلى زيادة تكلفة بناء المتر المربع المسطح بنسب تراوحت بين 3% - 5% تشكل ما بين 150 - 250 درهماً من الكلفة الإجمالية للمتر المسطح.

وأوضحوا أن تكلفة بناء المتر المربع في أبوظبي تتراوح حاليا بين 2900 - 3600 درهم بمتوسط 3150 درهماً، فيما ترتفع الأسعار أحياناً حسب المواصفات لأكثر من 3800 درهم. وأكد الدكتور فؤاد الجمل رئيس شركة تراست للمقاولات في أبوظبي تواصل ارتفاع كلفة بناء المتر المربع المسطح في أبوظبي بسبب ارتفاع سعر الحديد.

مشيرا إلى أن سوق المقاولات سجل خلال الشهرين الماضيين زيادة في تكلفة بناء المتر المربع بنسبة تتراوح بين 3% إلى 5% بسبب تزايد سعر طن الحديد، علما بأن نسبة مساهمة الحديد بوجه عام في تكاليف البناء تتراوح بين 5% - 7%. وذكر أن ارتفاع سعر طن الحديد أدى إلى زيادة تكلفة متر الخرسانة الأولية من نحو 200 درهم إلى 250 درهماً، والخرسانة المسلحة المتكاملة من 800 درهم إلى نحو 950 درهماً.

وأكد أن السبب الرئيسي في الزيادة هو الحديد حيث يشهد سعر الأسمنت استقراراً عند 12.75 درهماً لكيس الأسمنت العادي وزن 50 كيلوغراماً و13.75 درهماً لكيس الأسمنت المقاوم للأملاح.

وأوضح أن الفترة الماضية شهدت ارتفاعاً محدوداً في تكلفة العديد من العناصر الرئيسية التي تدخل في تجهيز الخرسانة المسلحة خاصة أجور الأيدي العاملة وتكلفة الأخشاب إلا أنه شدد على أن زيادة أسعار الحديد مازالت محدودة وغير مؤثرة بشكل كبير علي أرباح المقاولين، لافتا إلى سهولة امتصاص تأثيرات هذه الزيادة خاصة مع تزايد أعداد مشاريع المقاولات الجديدة في أبوظبي ودبي.

تذبذب وشهدت أسعار حديد التسليح تذبذباً حاداً خلال العام الجاري، حيث ارتفع سعر الطن إلى 1900 درهم أمس مقارنة بنحو 1400 درهم منتصف سبتمبر الماضي علما بأن سعر الطن وصل إلى 2300 درهم خلال شهري أبريل ومايو الماضيين ثم عاد للانخفاض إلى 1400 درهم في يوليو وأغسطس، ثم عاد للارتفاع خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر الجاري إلى أن وصل أمس إلى 1900 درهم.

خامات وتوقع خالد أدلبي المدير العام للشركة العربية لمواد البناء في أبوظبي أن تواصل أسعار الحديد الارتفاع بداية العام المقبل، مشيرا إلى أن التذبذب الكبير في أسعار الحديد خلال العام الجاري يرجع إلى تذبذب أسعار المواد الأولية خاصة خام «البليت» الذي يتم استيراده من الصين.

وأرجع أدلبي زيادة الأسعار إلى أسباب خارجية، نتيجة تحسن أسعار النفط، وارتفاع أسعار المواد الخام المستخدمة في تصنيع الصلب. وقال إن سعر البليت في ارتفاع حاليا، والسوق العالمي يواجه نقصاً منه مقابل زيادة الطلب، وبالطبع كان لزيادة أسعار الحديد تأثير واضح على كلفة بناء المتر المربع في أبوظبي ودبي.

وشدد على أن سوق الإمارات خاصة أبوظبي ودبي يشهدان حالياً طلباً على مواد البناء الرئيسية خاصة حديد التسليح لإنجاز المشاريع الجديدة خاصة مشاريع الطرق ومطار أبوظبي الجديد ومطار آل مكتوم والمناطق السكنية الجديدة الواقعة على طريق الشيخ محمد بن زايد وكذلك مناطق السكن الجديدة للمواطنين إضافة إلى مشاريع جديدة يتم استكمالها في جزيرة الريم.

وقال: طلبيات المقاولين لم تتأثر بارتفاع سعر الحديد والمهم هنا هو وجود مشاريع، فطالما تتواجد مشاريع يتم تنفيذها بآجال محددة فإن المقاولين يسرعون في التنفيذ وطلب كميات كبيرة من مواد البناء خاصة الحديد ويحصلون على مزايا سعرية جيدة.

توقعات من المتوقع مواصلة كلفة بناء المتر المربع المسطح الارتفاع، في ظل استمرار ارتفاع أسعار الحديد عالمياً، بسبب زيادة المواد الخام الرئيسية الداخلة في تصنيعه وأهمها البليت.

....................

البيان الاقتصادى