على هامش مشاركتها الفاعلة في المعرض الدولي السادس للحديد والصناعات المعدنية.. شركة "يونيكويل" السعودية تقيم ندوة هامة حول "الممارسات الاستيرادية السلبية لمنتجات الحديد المجلفن والملون في أسواق المنطقة".
شاركت الشركة العالمية لطلاء المعادن المحدودة "يونيكويل" السعودية بفعالية في المعرض الدولي السادس للحديد والصناعات المعدنية الذي أقيم على أرض مركز القاهرة الدولي للمؤتمرات. ولفت جناح الشركة أنظار الزائرين ليس فقط بجمال تصميمه الذي كان متميزاً، إنما لقوة الرسائل التوعوية التي قدمتها الشركة في قالب علمي وتوعوي ذكي استهدفت تثقيف وتعليم الجمهور حول العديد من حقائق مكونات منتجات الحديد الملون والمجلفن التي في أغلبها غير مدركة ولا يمكن تمييزها وقياسها بالعين المجردة، وهي حقائق غائبة عن أغلب من يتعاملون بهذه المنتجات بما في ذلك التجار والاستشاريين والمستهلكين.
يُعرف عن شركة "يونيكويل" أنها أكبر شركة صناعة مختصة بصناعات الحديد التحويلية ذات القيمة المضافة العالية في المملكة العربية السعودية، وفي مجال صناعة مسطحات الحديد الملون تعد "يونيكويل" أكبر شركة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وتمتلك "يونيكويل" خمسة خطوط إنتاج تكاملية تتوزع بين مصانعها في مدينة الجبيل الصناعية بشرق السعودية ومدينة جدة في غرب المملكة، وتنتج سنوياً (250,000 طن من لفائف الحديد المجلفن) و (210,000 طن من لفائف الحديد الملون) و (18,000,000 ) متر طولي من ألواح الصاج الملون المضلعة – شينكو.
وعلى هامش مشاركتها في المعرض الدولي السادس للحديد والصناعات المعدنية، أقامت "يونيكويل" ندوة في فندق الإنتركونتننتال "سيتي ستار" مساء يوم الخميس 19 فبراير حضرها نخبة من الشركات الصناعية والتجارية المصرية العاملة في مجال الحديد، إضافة إلى حضور نخبة من ممثلي الهيئات الحكومية المصرية ذات العلاقة بالمواصفات والرقابة الصناعية، كما حضر الندوة ممثلين عن الاتحاد العربي للحديد والصلب وعدد من الإعلاميين.
ركّزت الندوة التي قدّمها رئيس الشركة "المهندس رائد بن عبدالله العجاجي" على عدة محاور هامة بدأها بإلقاء الضوء على ثوابت الجودة التاريخية الراسخة في الشركة، والطاقات الإنتاجية في المملكة العربية السعودية ومقارنتها بحجم استهلاك السوق، وقد أظهرت المعلومات حجم معاناة الصناعة السعودية لمنتجات الحديد الملون من جراء فرط استيراد مسطحات الحديد الملون الرديئة من دولة الصين الشعبية. ففي حين تبلغ الطاقات الإنتاجية في السعودية 380 ألف طن سنوياً وحجم استهلاك السوق 255 ألف طن سنوياً، فإن فائض الإنتاج البالغ حوالي 50% لم يعد هو المشكلة الحقيقية للصناعة السعودية، إنما تكمن المشكلة الحقيقية في فرط استيراد السوق السعودية لكميات هائلة من الصين حصراً بلغت في أول 10 شهور من عام 2014م - على سبيل المثال - حوالي 163 ألف طن وهو ما يشكل أكثر من 70% من حجم استهلاك السوق السعودية في ظل وجود فائض إنتاج أصلاً.
أشار المهندس العجاجي إلى أن مسطحات الحديد الملون الصينية هي أكثر منتجات الحديد الصينية إغراقاً في العالم، وأن هذا الأمر لا يقتصر على السوق السعودية بل يشمل تقريباً جميع أسواق المنطقة العربية، ولكن تأثر كل منها بالإغراق يختلف من دولة إلى أخرى بحسب وجود أو عدم وجود صناعة محلية من هذه المنتجات والطاقات الإنتاجية منها.
كما أفاد المهندس العجاجي بأن المشكلة لا تكمن فقط في فرط الاستيراد وهو ما يعكس إغراق كمي، إنما تبين عبر فحوصات مخبرية أن أغلب مسطحات الحديد الملون الصينية تخالف المواصفات العالمية في معظم مكونات الصاج، ففي عنصر سماكة الصاج تبين أن السماكة المطبوعة على اللاصق الموجود على لفة الصاج الملون الصينية 0.32 ملم بينما وجدت 0.26 ملم بعد فحصها بالمختبر، وفي مجال عنصر كمية الزنك وهو الأهم في حماية المنتج من الصدأ، فقد سجلت أغلب العينات الصينية التي تم فحصها كمية زنك لا تزيد عن 30 غم لكل متر مربع، وبعضها سجل 18 غم فقط في حين أن أقل درجة زنك عرفت في الصناعات الملتزمة هي 90 غم لكل متر مربع.
وصرح المهندس العجاجي بأن أهم النتائج الصادمة كان احتواء دهانات أغلب مسطحات الحديد الملون الصينية على كميات عالية جداً من مادة الرصاص الضارة والمحظورة عالمياً حيث سجلت بعض عينات الملون الصيني احتوائها على 4,555 غم لكل كيلوغرام أي ما يعادل 50 ضعف الحد المسموح به عالمياً والذي يجب أن لايزيد عن 90 غم/كغم. واستعرض المهندس العجاجي مخاطر مادة الرصاص على البيئة والصحة العامة وأوضح أن منظمة الصحة العالمية تقود جهود كبيرة لحظر استخدام مادة الرصاص الخطيرة. وأشار إلى أن برنامجاً سنوياً تنظمه منظمة الصحة العالمية لحظر استخدام مادة الرصاص بمشاركة 41 دولة حتى الآن، وقال العجاجي أن ما يؤسف له هو أن هذه الدول ليس من بينها سوى 3 دول عربية هي الأردن والسودان وكذلك البحرين التي انضمت للبرنامج منذ أشهر قليلة، وأن الأردن تعتبر الأكثر مشاركة وفاعلية في هذا البرنامج.
وفيما يتعلق بمسطحات وألواح الصاج المجلفن أيضا، فهي وإن كانت أقل معاناة في الجانب الإغراقي إلا أنها للأسف تتعرض لنفس التجاوز الخطير من حيث قيام بعض المصانع بإضافة مادة الرصاص بكميات كبيرة وخطيرة إلى الزنك المستخدم في جلفنة صاج الحديد، وأشار إلى أن ما يؤسف له أن فحوصات مخبرية أثبتت أن مصانع عربية تستخدم مادة الرصاص بشكل يتعارض مع التشريعات الدولية مما يهدد حياة البشر.
وأوضح المهندس العجاجي إلى أن خطورة استخدام مادة الرصاص سواء في دهانات الحديد الملون أو بإضافتها إلى الزنك المستخدم في الحديد المجلفن تكمن في كثرة استخدام هذه المنتجات واختلاط البشر المباشر وغير المباشر بها، فمنتجات الحديد الملون والمجلفن تستخدم في مجالات عديدة منها: مخازن تبريد اللحوم والخضروات، السيارات المبردة، السبورات المغناطيسية البيضاء، ملاعب المدارس والصالات الرياضية والمسابح، أبواب المحال التجارية وكراجات الفلل الأوتوماتيكية، مستودعات التخزين وهناجر المصانع والبيوت الجاهزة، خزانات ومواسير مياه الشرب، أغلفة المكيفات وقنوات التكييف ... الخ من الاستخدامات التي تشكل خطراً كبيراً في حالة احتوائ هذه المنتجات على مادة الرصاص.
واستعرض المهندس العجاجي جهود شركة "يونيكويل" الكبيرة التي بذلتها عبر قيامها بحملات توعوية لكافة القطاعات الصناعية والتجارية والحكومية وهيئات المجتمع المدني وحماية المستهلك هدفت من خلالها إلى رفع سقف الثقافة الفنية والاستهلاكية لمنتجات الحديد الملون والمجلفن، كما وأعلنت عن أن مسؤوليتها التوعوية والاجتماعية تعتبر جزءاً لا يتجزأ من مسؤوليتها التصنيعية والمهنية. وقادت الشركة حملات توعوية لا تزال مستمرة منذ سنة ونصف للتحذير من مخاطر مادة الرصاص في هذا النوع من المنتجات الحديدية ليس على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب، بل أبلغت العديد من الجهات المسؤولة في عدد كبير من الدول العربية.
وفي ختام الندوة، وجه المهندس العجاجي دعوة مفتوحة إلى القطاعات الصناعية والهيئات الحومية والجامعات وهيئات المجتمع المدني في الدول العربية إلى الانضمام لجهود شركة "يونيكويل" في حظر مادة الرصاص ووضع الضوابط الرقابية اللازمة لمنع تغلغل المنتجات الرديئة والمسمومة إلى أسواقنا العربية لحماية منشآت البلاد وصحة العباد. وأكد المهندس العجاجي على أن عدم وجود رقابة فاعلة على ما يدخل أسواقنا العربية من منتجات رديئة هو أحد أهم أسباب معاناة الصناعات الوطنية والمقامرة ببيئة الأوطان وحماية الصحة العامة للمواطنين.
.......................
شبكة الحديد والصلب
كشف رئيس مجلس إدارة غرفة المدينة المنورة، مازن بن إبراهيم رجب، أن حجم المشاريع في المدينة المنورة الجاري تنفيذها حالياً تبلغ قيمتها 210 مليارات ريال، نصفها من القطاع الخاص. المزيد
صرّح وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، إن صدور قرار مجلس الوزراء بالموافقة على الحوافز المعيارية للقطاع الصناعي يأتي في إطار الجهود المبذولة لتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، التي تسعى إلى دعم...المزيد
عقد وزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر بن إبراهيم الخريف، في القاهرة اليوم الاثنين، سلسلة اجتماعات ثنائية مع كلٍ من نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة المصري الفريق كامل الوزير، ووزير...المزيد