يواجه كبار منتجي خام الحديد صعوبات كبيرة، بسبب زيادة المخزون لديها نتيجة تباطؤ الطلب في الأسواق خاصة السوق الصينية التي كانت أنظار الموردين تتوجه إليها، مما دفعها إلى زيادة الإنتاج بناء على أرقام النمو المتسارع للطلب على الحديد والصلب المتوقع مطلع العام الحالي.
ويرى مستثمرون في سوق الحديد أن الصين باعتبارها أكبر المستهلكين لخام الحديد أصبحت تعاني من فائض كبير في كميات الخام مع ضعف الطلب على المنتج، متوقعين في الوقت نفسه أن يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار الخام لدى الموردين الذين مارسوا نوعا من الضغوط على مصنعي الحديد في رفع أسعار الخام، مما أدى إلى زيادة في الأسعار المنتج النهائي الذي يصل إلى المستهلك.
وكانت البرازيل قدمت خصومات تصل إلى 30 في المائة لمستثمرين كوريين ويابانيين أسوة بالمستثمرين الدوليين في الأسواق العالمية، في الوقت الذي طلبت فيه الصين الحصول على تخفيض يصل إلى 40 في المائة، فيما وافقت الأولى على طلب الأخيرة باعتبارها أكبر الدول طلبا لكميات الخام.
وقال عبد الله رضوان، نائب رئيس اللجنة الوطنية للمقاولين في مجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، إن آثار زيادة مخزون خام الحديد وصلت إلى أسواق المنطقة، حيث سجلت الأسعار انخفاضا وصل إلى نحو 20 في المائة، وذلك بعد أن سعت الكثير من المصانع إلى التخلص من المخزون الكبير في الكميات المنتجة إلى جانب حرصها على شراء الخام خاصة كبار المصنعين في العالم بالأسعار المتدنية حاليا لتتم الاستفادة منه في أسعار البيع مع تعافي الاقتصاد الصيني وعودة الطلب إلى النمو مجددا.
من جانبه، قال حسن الزنيد، مستثمر في صناعة الحديد، إن الأسواق الخليجية تعد من بين أكثر الدول طلبا لخام الحديد، حيث تقوم بدورها بتحويله إلى منتج للاستهلاك في السوق المحلية، لافتا إلى أن نسبة كبيرة من الأسواق تشهد ركودا في مثل هذه الفترة من كل عام.
ووفقا للاتحاد العربي للحديد والصلب فإن الدول العربية في حاجة إلى زيادة طاقاتها الإنتاجية لتصنيع الصلب لتلبية النمو المتزايد من الاستثمارات في المباني السكنية والبنية التحتية وتخفيض اعتمادها الكبير على المستوردات التي تخضع لتقلبات في التكلفة الخارجية كالشحن.
وتشير تقارير إلى أن خام الحديد يواجه حالة من الضعف الكبير، رغم اعتبار السلعة واحدا من رموز القوة، حيث انخفض سعر الحديد خلال النصف الأول من العام الحالي بنسبة 35 في المائة لنحو 87 دولارا للطن الواحد، ويعود السبب الرئيس في ذلك للزيادة الكبيرة في معدل الإنتاج والتصدير لأكبر ثلاث شركات للسلعة والتي تعتمد بشدة على خام الحديد في جني أرباحها.
وسعت كبرى الشركات المنتجة للخام لتوجيه معظم صادراتها للصين، التي تستهلك ثلثي خام الحديد العالمي الذي يتم نقله عبر البحار. ويمر هذا الكم الهائل من التدفق الذي تسبب في وجود فائض كبير في السوق، بفترة من الهدوء المؤقت. وتتمثل المشكلة الراهنة في الجانب الآخر من المعادلة، أي في الطلب.
وتؤكد آخر البيانات المتعلقة بالاقتصاد الصيني فكرة تراجع الطلب بالنسبة للسلع الصناعية، وانخفاض نمو قطاع المصانع في أغسطس (آب) الماضي لمستوى لم يشهده منذ ثلاثة أشهر. وتشير هذه الأرقام إلى أن معايير التحفيز التي انتهجتها الصين ليست كافية لتعويض الضعف الذي طال قطاع العقارات، الذي يعد واحدا من أكبر مستهلكي الحديد والخام منه.
في الفترة من يناير إلى نوفمبر من هذا العام، بلغ إنتاج الصين من لفائف الصلب المدرفلة على الساخن 195.086 مليون طن ، بزيادة 2.7 بالمائة على أساس سنوي، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين. وفي نفس الفترة، بلغ إجمالي إنتاج الصين...المزيد
بلغت واردات باكستان من الخردة 219765 طن في نوفمبر من هذا العام، بانخفاض 5.5 في المائة مقارنة بأكتوبر و12.6 في المائة على أساس سنوي، وفقًا للبيانات الصادرة عن المكتب الفيدرالي الباكستاني للإحصاء (PFBS). بلغت قيمة هذه الواردات في...المزيد
في الفترة من يناير إلى نوفمبر من هذا العام، بلغ إنتاج خام الحديد في الصين 952.263 مليون طن، بزيادة 1.9% على أساس سنوي، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء في الصين. في نوفمبر، بلغ إجمالي إنتاج خام الحديد في الصين 81.152...المزيد