أخبار عالمية

ko

"الفحم".. سلاح ترمب الجديد للتفوق في سباق الذكاء الاصطناعي

الثلاثاء 08 أبريل 2025 08:13 مساءً المشاهدة(5222)

 
يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى توسيع نطاق تعدين الفحم واستخدامه في الولايات المتحدة، بهدف تلبية الارتفاع المتزايد في الطلب على الطاقة من قبل مراكز البيانات، وفي الوقت نفسه يعمل على إعادة إحياء صناعة الوقود الأحفوري الأميركية التي تشهد تراجعاً ملحوظاً.
 
في أمر تنفيذي من المقرر أن يوقعه دونالد ترمب، عصر اليوم الثلاثاء بتوقيت واشنطن، سيوجه الرئيس الحكومة الأميركية لاتخاذ سلسلة من الخطوات الهادفة إلى إعادة تنشيط صناعة الفحم، بحسب ما صرح به مسؤول كبير في البيت الأبيض. 
 
وتتضمن الإجراءات تأكيد أن الولايات المتحدة عادت لبيع حقوق التعدين على الأراضي الفيدرالية، بالإضافة إلى تصنيف الفحم كـ"معدن حرج". وتشمل الخطوات الأخرى تسريع صادرات الفحم الأميركي والتكنولوجيا المرتبطة به.
 
لكن من غير الواضح ما إذا كانت هذه المبادرة الجديدة ستنجح فعلاً في تغيير المشهد المحلي لصناعة الفحم، التي تراجعت بسبب المنافسة مع الغاز الطبيعي منخفض التكلفة ومصادر الطاقة المتجددة، إلى جانب اللوائح البيئية والمخاوف المتعلقة بالتغير المناخي. كما لا يبدو أن شركات التكنولوجيا، التي تبنت مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النووية الخالية من الانبعاثات، ستكون متحمسة لتشغيل مراكز بياناتها باستخدام الفحم.
 

الفحم وسباق الذكاء الاصطناعي

مع ذلك، يبرز الأمر التنفيذي التزام ترمب بالاستفادة من موارد الفحم الأميركية كمصدر للطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات، وكوسيلة لتوفير الحرارة المستخدمة في صناعة الفولاذ. وأوضح الرئيس ومسؤولون رفيعو المستوى في إدارته أن تعزيز الطاقة الناتجة عن الفحم يُعد أولوية قصوى، كما يعتبرونه مرتبطاً بالأمن القومي ومكانة الولايات المتحدة في المنافسة العالمية للهيمنة على قطاع الذكاء الاصطناعي.
 
وقال ترمب للصحفيين، خلال فعالية في المكتب البيضاوي يوم الاثنين: "الولايات المتحدة متقدمة كثيراً حالياً في سباق الذكاء الاصطناعي مع الصين"، مضيفاً أن توفير الكهرباء لمراكز البيانات أمر حاسم للحفاظ على هذه الأفضلية.
 
وكان ترمب قد تعهد بإحياء صناعة الفحم خلال حملته الانتخابية للرئاسة العام الماضي، ليواصل بذلك أولوية سياسية كان قد تبناها خلال فترته الرئاسية الأولى. ويأتي هذا القرار التنفيذي في وقت تدرس فيه إدارته اتخاذ خطوات أخرى لدعم الفحم، من بينها استخدام سلطات الطوارئ لإعادة فتح محطات توليد الكهرباء العاملة بالفحم والتي تم إغلاقها، ومنع إغلاق محطات أخرى.
 

ترمب يتراجع عن "حرب الفحم"

من المقرر أن يوقع ترمب الأمر التنفيذي خلال فعالية تُعقد في الساعة الثالثة بعد الظهر في قاعة الاحتفالات بالبيت الأبيض، بحضور عدد من كبار التنفيذيين في شركات التعدين الأميركية الكبرى، من بينها "بيبودي إنرجي" (Peabody Energy)، و"كور ناتشورال ريسورسيز" (Core Natural Resources)، و"راماكو ريسورسيز" (Ramaco Resources).
 
ويشكو دونالد ترمب من أن الإدارات السابقة شنت "حرباً" على الفحم، عبر فرض لوائح بيئية على محطات الطاقة، وقيود على عمليات التعدين. وفي أمره التنفيذي، سيوجه ترمب وزارة الداخلية إلى إنهاء التجميد المؤقت لمنح تراخيص التعدين على الأراضي الفيدرالية، وهو التجميد الذي بدأ في عهد الرئيس السابق باراك أوباما. كما سيوجه الوكالات الحكومية لتحديد موارد الفحم على الأراضي الفيدرالية، وإعطاء الأولوية لمنح التراخيص عليها، ورفع القيود التي تعيق استغلال تلك الموارد، بحسب المسؤول في البيت الأبيض.
 
قد يشجع هذا التوجه شركات الفحم على توسيع أنشطتها على الأراضي الفيدرالية، والتي شهدت تراجعاً كبيراً خلال العقود الثلاثة الماضية. فبحسب بيانات وزارة الداخلية، كان لدى شركات الفحم 279 ترخيصاً فدرالياً تغطي نحو 422 ألف فدان في عام 2023، مقارنة بـ489 ترخيصاً تغطي نحو 730 ألف فدان قبل 33 عاماً.
 

هيمنة أميركا على قطاع الطاقة

ويوجه ترمب أيضاً مجلسه الجديد لـ"الهيمنة في قطاع الطاقة" لتصنيف الفحم كمعدن حرج، ما يجعله على قدم المساواة مع المعادن المستخدمة في أنظمة الدفاع والبطاريات. وكان ترمب قد وقّع أمراً تنفيذياً الشهر الماضي مهّد لهذا القرار، وأجاز استخدام سلطات الطوارئ والتمويل الحكومي لدعم إنتاج وتجهيز المعادن النادرة داخل البلاد.
 
وفي السياق ذاته، سيكلف ترمب وزير الطاقة كريس رايت بتحديد ما إذا كان ينبغي منح الفحم المستخدم في صناعة الفولاذ صفة "المعدن الحرج" بموجب القانون الفيدرالي.
 
ويتضمن الأمر التنفيذي كذلك مطالبة الوكالات الحكومية بإلغاء السياسات التي تهدف إلى الانتقال بعيداً عن الفحم كمصدر للطاقة، أو التي تُفضّل مصادر أخرى على حسابه. ويُشار إلى أن قطاع الكهرباء هو ثاني أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة، بعد قطاع النقل، في حين ينتج الفحم ضعف الانبعاثات التي يولدها الغاز الطبيعي عند استخدامه لتوليد الكهرباء.
 
وتعمل وكالة حماية البيئة التابعة لترمب بالفعل على مراجعة حزمة من القوانين التي تنظم محطات الطاقة العاملة بالفحم، بما في ذلك القيود المفروضة على انبعاثات الزئبق وثاني أكسيد الكربون، كما تدرس الوكالة إعفاء بعض المحطات من متطلبات التحكم في تلوث الهواء.
 

اعتماد الولايات المتحدة على الفحم

وبحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية، فإن الفحم يشكل اليوم نحو 15% من توليد الكهرباء في الولايات المتحدة، بعدما تجاوز 50% في عام 2000. ومنذ ذلك الحين، جرى إغلاق نحو 770 وحدة طاقة تعمل بالفحم، وفقاً لبيانات "غلوبال إنرجي مونيتور" (Global Energy Monitor)، مع توقعات بإغلاق المزيد.
 
من جهته، وصف وزير الداخلية الأميركي، دوغ بورغوم، الذي يترأس أيضاً المجلس الوطني للهيمنة على الطاقة، محطات الفحم بأنها "موثوقة ومنخفضة التكلفة"، معتبراً أنها ضرورية لتلبية الطلب المتزايد من مراكز البيانات والمصانع الجديدة، فضلاً عن ارتفاع الاستهلاك في قطاعي النقل والتدفئة. وقد توقعت شركة "نكست إنرجي" أن يرتفع الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بنسبة 55% خلال العشرين عاماً المقبلة.
 
لكن المدافعين عن الطاقة المتجددة يقولون إن سعي ترمب للهيمنة في مجال الطاقة يتطلب تنوعاً أكبر في مصادر الطاقة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بالحصول على مكونات حيوية لإنتاج الكهرباء من الفحم والغاز. وتعول ولايات الشمال الشرقي ومديرو شبكات الكهرباء في الولايات المتحدة بشكل خاص على مزارع الرياح البحرية لتلبية الطلب.
 
ويرى ترمب، الذي أمر الأسبوع الماضي بفرض رسوم جمركية واسعة النطاق على شركاء الولايات المتحدة التجاريين، ويحث الحلفاء الأوروبيين على شراء مزيد من الطاقة الأميركية، أن الفحم يمثل أيضاً سلعة تصديرية مهمة. وسيوجّه الأمر التنفيذي يوم الثلاثاء السلطات الأميركية لتعزيز تصدير الفحم الأميركي وتكنولوجياته، عبر الضغط على دول أخرى لتوقيع اتفاقيات شراء.
 

المصـــدر: إقتصاد الشرق – بلومبرغ



elitecranes
arkan
soy

اخبار متعلقة

ترمب يتحدث عن "تقدم كبير" في محادثات التجارة مع اليابان
المشاهدة(193)

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن المفاوضين أحرزوا "تقدّماً كبيراً" خلال اجتماع مع مسؤولين يابانيين سعوا إلى التوصل لاتفاق من شأنه تجنّب الرسوم الجمركية المرتفعة التي هدّد بفرضها على شركاء واشنطن التجاريين.المزيد

ارتفاع الإنتاج العالمي للصلب المقاوم للصدأ بنسبة 7 % في عام 2024
المشاهدة(777)

في الربع الأخير من عام 2024، ارتفع الإنتاج العالمي للصلب المقاوم للصدأ الخام بنسبة 4.9% على أساس ربع سنوي ليصل إلى 16.45 مليون طن، بينما ارتفع في عام 2024 بنسبة 7% على أساس سنوي ليصل إلى 62.62 مليون طن، وفقًا للتقرير الأولي الصادر...المزيد

ارتفاع إنتاج الصين من الصلب الخام بنسبة 0.6 % في الربع الأول من العام 2025
المشاهدة(780)

في مارس من هذا العام، بلغ إجمالي إنتاج الصين من الحديد الزهر والصلب الخام والصلب الجاهز 75.29 مليون طن، و92.84 مليون طن، و134.42 مليون طن، بزيادة سنوية بلغت 3.1%، و4.6%، و8.3% على التوالي، وفقًا للمكتب الوطني للإحصاء الصيني. المزيد

اضف تعليق