توقع المهندس سعيد غمران الرميثي الرئيس التنفيذي لشركة حديد الإمارات أن تبلغ مساهمة الشركة في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي بعوائد تقدر ب3 .7 مليار درهم “بما يوازي ملياري دولار” خلال العام الجاري ،2013 ما يعكس نجاح سياسة حكومة أبوظبي الاستثمارية لتطوير قطاع الصناعة الثقيلة والرؤية الصائبة لقيادة الدولة الرشيدة . وأضاف الرميثي أن الشركة استثمرت ما يزيد على 10 مليارات درهم في المرحلتين الأولى والثانية من مصانع الشركة، ما أسهم في خلق نحو 2300 وظيفة مباشرة في الشركة ونحو 5000 وظيفة غير مباشرة . وتخطط الشركة حالياً لرفع مستوى تلك الاستثمارات والدخول في مرحلة التوسعة الثالثة لرفع إنتاجها إلى 6 .5 مليون طن متري سنوياً . وقال الرميثي في حوار مع “الخليج” إن الإنتاج المخطط له خلال العام الحالي هو الوصول لإنتاج 2 .3 طن متري من منتجات الصلب الطويلة، إضافة إلى تزويد الشركة عدداً من المشاريع الرئيسة والمميزة في الدولة باحتياجاتها من الحديد، ومنها توريد حديد التسليح لبناء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في أبوظبي، وتزويد مشروع توسعة مطار أبوظبي الدولي بحديد التسليح والمقاطع الإنشائية الثقيلة، إضافة لمشاريع التطوير السياحي كمتاحف اللوفر وجوجنهايم بالسعديات . وتابع الرئيس التنفيذي لحديد الإمارات ان حجم العوائد السنوية المتوقعة خلال العام الجاري سيرتفع بارتفاع إنتاج الشركة بما يوازي 50% في ظل الطلب المتنامي على منتجات الشركة سواء في السوق المحلي أو الأسواق الدولية . وفيما يلي نص الحوار: 10 مليارات درهم حجم الإنفاق على مرحلتي التوسعة الأولى والثانية * في البداية ما حجم الإنتاج المخطط للشركة حتى نهاية العام الجاري في ظل عمليات التوسعة الأخيرة؟ - قمنا في العام 2012 بتشغيل وحدتي حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد بأعلى من مستوياتهما التشغيلية لتزداد بذلك كميات تصنيع المنتجات النهائية خلال العام بنسبة 11% مقارنة بالعام الذي سبقه، وبالتالي وصل إنتاج وحدات درفلة حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد خلال العام 2012 إلى نحو 16 .2 مليون طن متري أي ما يزيد على الطاقة الإجمالية الأسمية البالغة 6 .1 مليون طن متري بنسبة 35% . في الوقت نفسه حققت وحدتا الاختزال المباشر وصهر الحديد التابعتان للمرحلة الأولى أداء مميزاً خلال العام أسهم في زيادة إنتاج مربعات الصلب والحديد بنسبة 12% . كما قامت وحدتا الاختزال المباشر وصهر الحديد التابعتان للمرحلة الثانية بإنتاج أكثر من مليون طن متري من منتجات الحديد . أما في العام 2013 فنحن نتطلع لتحقيق مستويات أعلى من الإنتاج تصل إلى 2 .3 مليون طن متري . حصة الشركة السوقية * ماذا عن حصة الشركة من الأسواق الخارجية؟ وهل هناك توجه نحو أسواق جديدة؟ - تمكنا خلال العام 2012 من تحقيق مستوى مبيعات أعلى بنسبة 18% من العام الذي سبقه، على الرغم من صعوبة ظروف الأسواق خصوصاً في النصف الثاني من العام . كما استطعنا زيادة حصتنا في السوق المحلية إلى نحو 60% ورفع مستوى صادراتنا إلى الخارج ليصل في العام نفسه إلى 696 ألف طن متري مقابل 567 ألف طن متري في العام 2011 ما تمثل نسبته 26% من إجمالي صادراتنا . وكانت قد باعت الشركة في العام الماضي نحو 70% من إنتاجها في السوق المحلية في حين قامت بتصدير 30% من الكميات المنتجة إلى أسواق خارجية منها الأردن والمملكة العربية السعودية والكويت وعمان والهند والصين وباكستان وقطر ودول أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال وشرق إفريقيا وأوروبا ودول اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا “نافتا” وشبه المحيط الهندي ودول أخرى في القارة الآسيوية ونتطلع حالياً إلى دخول أسواق جديدة في أمريكا وأوروبا وشرق آسيا وإفريقيا . مشاريع متعددة * ما أهم عقود التوريد التي تنفذها الشركة خلال العام الجاري؟ - تشتمل منتجات الشركة على حديد التسليح ولفائف أسلاك الحديد والمقاطع الإنشائية مثل الكمرات والعواميد وقنوات الصلب والزوايا والصفائح . وبمجرد انتهاء الشركة من تنفيذ مشاريعها التوسعية فسوف تصبح من أكبر المنشآت المتكاملة لتصنيع الحديد في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي القادرة على تزويد الأسواق المحلية والإقليمية والعالمية بمنتجات الحديد العالية الجودة بمختلف أنواعها وأحجامها وأشكالها . ودفع الطلب على حديد التسليح لتنفيذ مشاريع المنشآت النووية للطاقة الكهربائية في المنطقة شركة حديد الإمارات إلى الحصول على اعتراف الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين بها كمؤسسة قادرة على توريد حديد التسليح إلى الشركات العاملة في القطاع النووي السلمي . وسوف تتيح هذه الشهادة للشركة إمكانية تصنيع المنتجات التي تتماشى مع متطلبات المؤسسات النووية وتزويدها بها وهو ما نتطلع إليه حالياً . من جهة اخرى تقوم الشركة بتزويد مشروع توسعة مطار أبوظبي الدولي بحديد التسليح والمقاطع الإنشائية الثقيلة . وسيوفر المشروع مبنىً شاملاً ومتكامل الخدمات للمسافرين، إضافة لمرافق عالمية المستوى تخص المسافرين والشحن، ومحال السوق الحرة والمطاعم، بقدرة استيعاية إجمالية تتراوح ما بين 27 إلى 40 مليون مسافر سنوياً . كما تقوم الشركة بتزويد مشاريع جزيرة السعديات بحديد التسليح التي تتمثل في المنطقة الثقافية التي ستتضمن 3 متاحف وهي “اللوفر” و”زايد الوطني” و”جوجنهايم أبوظبي”، ومنطقة شاطئ السعديات، إضافة إلى “مارينا السعديات” و”لجونز السعديات” و”جادة السعديات” و”منتجعات السعديات” و”محمية السعديات”، إضافة إلى ذلك تزود الشركة أكبر مشاريع النفط والغاز بالمنطقة بالحديد ومنها مشروع جاسكو المعروف ب”بلاك كربون” وأرامكو رابغ وصدارة . تعزيز الناتج المحلي * كونها إحدى كبرى المؤسسات الوطنية العاملة في مجال الصناعة كيف أسهمت حديد الإمارات في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي؟ - بموازاة هذا النمو المتسارع في القطاع الصناعي وبما يتماشى في الأساس مع رؤية الإمارة الاقتصادية، قمنا في حديد الإمارات بإطلاق برنامج ضخم للتوسعة، قمنا بتنفيذه على مرحلتين وبقيمة توازي نحو 10 مليارات درهم، أغلبها قروض طويلة الأجل من بنوك محلية وأجنبية لنواكب استراتيجيات النمو والخطط الطويلة الأمد التي وضعتها حكومة إمارة أبوظبي لتطوير وتنويع اقتصادها ومصادر دخلها وفقاً للرؤية الاقتصادية 2030 . وقد أثبتت مشاريع التوسعة حتى الآن جدواها المالية وقدرتها على زيادة عوائد الشركة الأمر الذي ينعكس إيجاباً على الدخل القومي ويسهم في خلق المزيد من فرص العمل لأبناء الدولة . وتتوقع الشركة في العام 2013 أن تبلغ مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي بعوائد تقدر بملياري دولار أمريكي أو ما يعادل 35 .7 مليار درهم، ما يعكس نجاح سياسة حكومة أبوظبي الاستثمارية لتطوير قطاع الصناعة الثقيلة والرؤية الصائبة لقيادة الدولة الرشيدة . وكما يبدو واضحاً من هذه النتائج المالية المتوقعة في العام الحالي فإن المرحلتين الأولى والثانية من مشاريع التوسعة قد تمكنتا من تحقيق الأرباح وفي الوقت نفسه إيفاء ما يترتَب من أقساط وفوائد على ديون البنوك التجارية المحلية والدولية التي موّلت هذه المشاريع . ويؤكد هذا الأداء القوي على جدوى خطط الشركة للمضي قدماً في تنفيذ المرحلة الثالثة من توسعاتها، ما سوف يرفع إنتاجها بما ستصنّعه من لفائف الصلب المسطحة المدرفلة على الساخن إلى نحو 6 .5 مليون طن متري سنوياً . أسعار الحديد * ماذا عن أسعار الحديد في الوقت الحالي؟ وهل هي مناسبة لتوجهات السوق؟ - ترتبط أسعار الحديد محلياً بأسعار الأسواق العالمية أرتباطاً وثيقاً وبأسعار المواد الخام مثل مكورات أكسيد الحديد للاختزال المباشر وأسعار الخردة العالمية . وتقوم الشركة بمراجعة أسعارها والإعلان عنها للمستهلكين بشكل شهري . وتجدر الإشارة إلى أن تطوير صناعة الحديد والصلب في الدولة قد نتج عنه انخفاض واستقرار أسعار الحديد في الأسواق المحلية والقضاء على تذبذب الأسعار السريع الذي شهدته الأسواق في الأعوام التي سبقت تشغيل مصانع الشركة . * ماذا عن أهم شهادت الجودة التي نالتها منتجات الشركة خلال الفترة الأخيرة؟ - تخضع منتجات الشركة ذات المواصفات العالمية للفحص والتدقيق والتصنيف خلال جميع مراحل التصنيع وفقاً للمواصفات والمعايير الدولية المعتمدة . ولهذا حصلت هذه المنتجات على شهادات الجودة العالمية مثل جائزة الشيخ خليفة للتميز 2012 واعتراف الجمعية الأمريكية للمهندسين الميكانيكيين بقدرة الشركة على تزويد المؤسسات النووية بحديد التسليح العلامة الأوروبيةCE لمصنع المقاطع الإنشائية الثقيلة من كيرز . إلى جانب ذلك نالت الشركة علامة الجودة السعودية وشهادة المواصفات البريطانية “كيرز” لحديد التسليح ولفائف الحديد وعلامة الجودة الإماراتية وشهادة حديد التسليح المستدام من المؤسسة البريطانية “كيرز”، إضافة لنيل شهادة اعتراف إدارة المختبر المركزي التابع لبلدية دبي بجودة منتجات الشركة . توسيع قاعدة المنتجات حول تنامي انشطة الشركة قال الرميثي تتطلع حديد الإمارات في المستقبل القريب إلى توفير الحلول المتكاملة من منتجات الحديد ودعم الصناعات التحويلية عن طريق توسيع قاعدة منتجاتها لتشمل منتجات الصلب المسطحة كاللفائف والصفائح وغيرها . وبمجرد أن تنجح في تحقيق هذا السعي سوف تتحول الشركة إلى واحدة من أكبر الشركات من نوعها في منطقة الشرق الأوسط لتكون قادرة على تزويد الأسواق الإقليمية بمجموعة متنوعة من المنتجات النهائية وشبه النهائية . وبحسب الأرقام المعلنة حديثاً فإن قيمة المشاريع إما في مرحلة التصميم أو الطرح أو البناء في دول مجلس التعاون الخليجي تقدر بنحو 54 .2 تريليون دولار تحتفظ دولة الإمارات العربية المتحدة بصدارتها بمشاريع جارية قيمتها 05 .903 مليار دولار، وتليها المملكة العربية السعودية بقيمة 77 .766 مليار دولار . توفير فرص العمل للمواطنين قال الرميثي انه منذ انطلاقة الشركة في العام 1998 وهي تسهم في دعم الجهود الحكومية لتطوير القطاع الصناعي، وتسعى إلى توفير فرص العمل المناسبة للكوادر المواطنة وتدريبها لاكتساب المهارات التطبيقية لتشغيل وصيانة وحدات الإنتاج في صناعة الحديد، كما تلتزم الشركة منذ تأسيسها بمنح شباب الوطن الفرصة لإثبات قدراتهم الذاتية وطاقاتهم العملية ومؤهلاتهم الشخصية في سبيل التميز والتفرد عند التحاقهم بالعمل في منشآت الشركة الصناعية . وفي مجال التدريب أيضاً ومن باب تأكيد التزامها بسياسة التوطين في الدولة قامت الشركة في العام 2011 بافتتاح أول معهد من نوعه لتدريب المواطنين الراغبين في الالتحاق بالشركة والعمل في مجال صناعة الحديد بالشراكة مع مركز التعليم والتأهيل المهني . كما بادرت منذ البداية إلى تأسيس شراكات استراتيجية مع الجامعات والمؤسسات التعليمية الأخرى في الدولة لاستقطاب الكفاءات الوطنية للعمل في الشركة .